مدافع الاقصى عضو مميز
عدد المساهمات : 212 تاريخ التسجيل : 25/06/2011 العمر : 28
| موضوع: أب يكتب رسالة إلى ابنه بمناسبة زفافه عبر جريدة الاهرام المصرية تخليداً لها.. الأحد يونيو 26, 2011 7:05 am | |
| أب يكتب رسالة إلى ابنه بمناسبة زفافه عبر جريدة الاهرام المصرية تخليداً لها.. ط±ط³ط§ظ„ط© ط§ظ„ط*ظٹط§ط© ط§ظ„ط³ط¹ظٹط¯ط©!.jpg هذا هو نص الرسالة التي بعث بها الأب الحكيم الأستاذ نبيل دبا, إلي إبنه بمناسبة زفافه, كانت هديته الثمينة إلي عروسين في بداية حياتهما, وهديته أيضا إلي أصدقاء بريد الجمعة, وهي هدية رائعة, ليست فقط لكل عروسين, ولكن لكل أب أو أم يري أن دوره هو توفير الشقة أو المساهمة في فرشها, أو تقديم هدايا من الألماس, أو دعوة العروسين لقضاء شهر العسل في أوروبا أو آسيا.. فتلك أشياء تشتري, وقد تمنح السعادة لأبنائنا لأيام, ولكن الذي ليس له ثمن, هي تلك الحكمة, التي تختصر رحلة العمر, وتقدمها للأبناء في كلمات قليلة, ولكنها نهج حياة طويلة وسعيدة بإذن الله. أعجبني في نصائح الأستاذ نبيل توصيفه للحب, فخرج من المعني الضيق الذي يسقط فيه الشباب فيعتقد أنه في كلمات جوفاء أو هدية صماء, وذهب به ـ أي الحب ـ إلي براح المودة والرحمة والتسامح, والتجاوز في سني الزواج الأولي عن الخلافات التي تنشأ عن اختلاف الأشخاص والتي قد تذوب وتتلاشي بوعي الطرفين أو تنبت بذور الانفصال أو الحياة التعيسة بجهل العروسين وتسرعهما وعدم صبرهما علي أشواك الأيام الأولي للزواج. هذه الأشواك التي تتحول حتما إلي أشواق مع احترام كل طرف للآخر ومراعاة ربه في سلوكياته, فما أجمل العطاء الذي تحصد ثماره في الدنيا والآخرة, ولن يحدث هذا إلا إذا دفع كل طرف شريكه إلي الحرص علي صلة الرحم.. فمنها تنبت المحبة وبها نحمي تلك المحبة بدعم عائلي وإلهي.. الشكر كبير وممتد إلي الأب الحكيم نبيل دبا, والدعوات خالصة بالسعادة لكل زوجين ولكل من يستعد لدخول حديقة السعادة الزوجية. أبنائي الأعزاء.. أيام قليلة وتستقبلون حياتكم الجديدة, لتعيشوا معا تحت سقف واحد, لاشك في أن حياتكم الجديدة سوف تكون مختلفة تماما عن سابقتها, فكل واحد منكم قادم من بيئة مختلفة, يحمل معه طباعا مختلفة, وعادات مختلفة, ونظرة للحياة مختلفة, وأسلوبا مختلفا في معالجة أمور الحياة, هذا الاختلاف قد ينتهي بصدام, كل طرف يريد أن يحقق ذاته, ويثبت وجوده, ويفرض إرادته علي الطرف الآخر, من هنا تبدأ صعاب هذه المرحلة من حياتكم, والذكي هو الذي يستطيع أن يقهر المشاكل, لا أن تقهره المشاكل.
من أجل هذا.. فكرت في أن أسطر لكم هذه الرسالة, التي اعتبرها بمثابة هدية غالية يهديها أب لأبنائه, فهي رسالة تضمنت خلاصة تجربة طويلة, ارسم لكم فيها طريق السعادة, إنها ليست رسالة كأي رسالة أخري, تقرأونها ثم تلقون بها في سلة المهملات, ولكنها رسالة أرجو أن تظل مرافقة لكم مدي الحياة, أقرأوها في أفراحكم وفي أحزانكم, اقرأوها في حياتي وبعد مماتي, وليتوارثها أبناؤكم وأحفادكم, فإن تمسكتم بمضمون هذه الرسالة فسوف يكون لكم حظ طيب في الدنيا, وحظ أطيب منه في الآخرة.
أبنائي الأعزاء.. ليكن معلوما وأنتم تخطون أولي خطواتكم نحو حياتكم الجديدة, أن الزواج ما هو إلا شركة بين طرفين تقوم علي أسس وقواعد, سوف أحاول أن أوجزها لكم في السطور التالية:
الأساس الأول: الحب.. الحب ـ في مفهومي ـ ليس مجرد كلمة تقال, أو فرحة بلقاء, أو دمعة في فراق, إنما الحب يا أبنائي عطاء ونكران للذات وتغاض عن الصغائر ـ فالزواج ليس حربا بين طرفين, يسعي كل طرف إلي أن تنتصر إرادته علي إرادة الطرف الآخر, الزواج يا أبنائي بقدر ما فيه من ورود وأزهار, بقدر ما فيه من أشواك, والحب الحقيقي هو أن يسعي كل طرف إلي قطع الأشواك بيد, ونثر الزهور والرياحين باليد الأخري, فإن أخطأ أحدكم في حق الطرف الآخر, فليلزم الطرف الآخر الصمت.. ولا يرد علي الخطأ بخطأ آخر, اتركوا الوقت يمر قليلا حتي تهدأ النفوس, بعدها يبدأ العتاب وتوضيح الخطأ للطرف الذي أخطأ, بأسلوب هادئ ومهذب, وقتها سوف تصفو النفوس, وتذوب المشاكل, ويحس المخطئ بخطئه, ويأخذ كل ذي حق حقه, في جو تسوده المحبة والاحترام, هل عرفتم الآن معني( الحب) الذي أقصده!!
الأساس الثاني: الاحترام.. أ ـ احترام الرأي: لم يخلق الله اثنين في هذه الدنيا متشابهين في كل شيء, فالاختلاف سمة الحياة, والذكي هو الذي يحترم رغبة الآخر, حتي وإن كرهها, إن أول درس من دروس الحياة الزوجية أن نتعلم كيف نحترم الرأي الآخر, وأن يتصف الحديث بأدب الحوار والموضوعية, ومقارعة الحجة بالحجة, وتفادي الألفاظ التي يمكن أن تثير غضب الطرف الآخر, واعلموا أن( عالي الصوت ضعيف الحجة) يخفي ضعفه وراء صوته العالي. وإذا أردتم حقا أن ينال كل طرف منكم احترام الطرف الآخر, وأن تنالوا احترام الناس لكم, عليكم أن تضعوا أمام أعينكم هذا القول المأثور: رأيي صواب ولكنه يحتمل الخطأ, ورأي الآخرين خطأ ولكنه يحتمل الصواب وعند الاختلاف في الرأي لا تكون المناقشة تناحرا, ولكن حوار مستنير, وذلك بطرح المشكلة علي مائدة البحث, ودراسة كل أبعادها مع استعراض النتائج التي سوف تترتب فيما لو تم الأخذ برأي أحدكما, ويتم مقارنة النتائج, واختيار الرأي الذي يترتب عليه أقل السلبيات وأكثر الايجابيات. فإذا استمر الخلاف ووصلتم إلي طريق مسدود, فإني أهمس في أذنك ـ يا ابنتي الكلمة الأخيرة تكون للرجل, شريطة ألا يتعارض رأيه مع الدين أو الأخلاق, وتذكري قول الرسول الكريم وهو يصف الزوجة الصالحة( إذا نظر إليها سرته, وإذا أمرها أطاعته, وإذا غاب عنها حفظته في ماله وعرضه)
ب ـ احترام النفس: إياكم أن يسيء أحدكما للآخر أمام الغرباء, وحاولا أن تعلو الابتسامة دائما شفاهكما أمام الضيوف, حتي ولو كنتما في أشد حالات الضيق, وأياكما أن يفقد أحدكما احترامه للطرف الآخر أمام الآخرين.
ج ـ احترام المواعيد: الشخص الذي لا يحترم المواعيد, شخص لا يحترم الآخرين, والذي لا يحترم الآخرين لا يحترم نفسه, والذي لا يحترم نفسه لا يستحق الاحترام من أحد.
الأساس الثالث: الدين.. وحديثي عن الدين من زاويتين:
أ ـ دين الآخرة ب ـ دين الدنيا
أ ـ دين الآخرة.. لا تنشغلوا بنعم الحياة عن ذكر الله, بالله عليكم كيف تنشغلون بنعم الدنيا وتنسون خالق هذه النعم؟ أليس الذي منحكم هذه النعم بقادر علي أن يحرمكم منها؟ وتذكروا اللقاء الأعظم مع رب العباد, واعلموا أن كل إنسان سوف يخرج من هذه الدنيا تاركا أولاده وأمواله ولن يحمل معه سوي أمرين:
1 ـ عمل صالح 2 ـ مال أنفقه في حياته في سبيل الله
وعبادة الله لا تكون إلا بطاعته وشكره( ولئن شكرتم لأزيدنكم) واعلموا أن الملائكة ترفرف علي البيت الذي يذكر فيه اسم الله, ورأس العبادة هي الصلاة, فحافظوا عليها كاملة غير منقوصة, فإن ترك الصلاة هي الشعرة التي تفصل بين الإيمان والكفر.
ب ـ دين الدنيا... الدين ليس مجرد عبادات من صلاة وزكاة وصوم وحج, إنما الدين المعاملة, فعاملوا الناس كأنكم تعاملون الله, واستحضروا الله دائما أمامكم في كل عمل من أعمال الدنيا, في البيت, في الشارع, في العمل, وتذكروا الحديث القدسي الذي يقول:
يا محمد إن الله يأمرك أن تصل من قطعك, وتعطي من حرمك, وتعفو عمن ظلمك. ما أجمل طعم الحياة في ظل هذه النصائح الإلهية الكريمة, حياة تملؤها المحبة والتسامح والبعد عن الحقد والكراهية والضغينة.
واعلموا أنكم سوف تشعرون بطعم السعادة الحقيقية في الرضا بما قسمه الله لكم, وأن تؤمنوا بأن أقصر طريق للسعادة هو طريق( الحمد), حمد الله في السراء والضراء, وكثير من الناس يفصلون بين هاتين الفضيلتين( فضيلة الشكر علي السراء, وفضيلة الصبر علي الضراء) ولو أمعنا النظر جيدا لوجدنا أن منبعهما واحد. وهو النفس المؤمنة الراضية, التي هي في السراء شاكرة, وهي في الضراء صابرة.
كنت طوال حياتي العملية أضع علي مكتبي لافتة مكتوبا عليها الآية الكريمة( وتخشي الناس والله أحق أن تخشاه). كانت هذه الآية الكريمة دستور حياتي, فما من عمل من أعمال الدنيا أتردد فيه, ولا استطيع أن أتخذ بشأنه قرارا حاسما, حتي أحكم هذه الآية, فأهتدي الي الحل الذي فيه مرضاة الله.
فإذا اتخذتم هذه الآية الكريمة دستورا لحياتكم فإنكم لن تضلوا أبدا.
الأساس الرابع: الأهل.. إياكم.. ثم إياكم أن تشغلكم الحياة عن السؤال الدائم عن الأهل, فالآباء والأمهات الذين ربوا وعلموا وكبروا, لا يريدون منكم سوي مجرد السؤال علينا وأن ننال منكم زيارة خاطفة أو مجرد سؤال بالتليفون, ولا تجعلوا سؤالكم فقط في حالات المرض والمناسبات, فإن سؤالكم علينا ـ نحن معشر الآباء ـ هو عندنا خير من الدنيا وما عليها.
ابعدوا الأهل عن مشاكلكم, تخاصموا كما شئتم, ولكن بعيدا عن الأهل, فإن الأهل إذا تدخلوا فإن المشاكل تنمو وتكبر, وتنمو معها بذور الكراهية بين الأسرتين, فإذا تخاصمتم فاعلموا أن الذي( يبدأ بالصلح ليس أضعفكم ولكنه أكرمكم).
إياكم أن يفتخر أحدكما ويقول( كان أبي.. وكانت أمي..) ولكن الافتخار يكون دائما بحصاد أعمالكم وجهدكم, ويا حبذا لو زينتم أعمالكم بباقة من الخلق النبيل, وتذكروا قول الرسول الكريم إن الله لا ينظر إلي صوركم وأموالكم, ولكنه ينظر إلي قلوبكم وأعمالكم) ومن البر أن يصل المرء أبويه حتي بعد مماتهما, وذلك بصلة أصدقائهما ومعارفهما. وفي ختام رسالتي أقول إنني ذقت الطيبات, فلم أجد أطيب من( العافية), وذقت المرارات كلها فلم أجد أمر من( الحاجة إلي الناس), أدعو الله لكما أن يمتعكما بالعافية ولا يحوجكما الزمان الي أحد..
واعلما أن الدهر يومان, يوم لكم ويوم عليكم, فإن كان لكم فلا تبطروا.. وإن كان عليكم فاصبروا.
http://www.ahram.org.eg/391/2010/12/24/48/54742.aspx فضلاً : إذا أعجبك الموضوع أضف تقييمك
يمكنك الاحتفاظ بالموضوع عن طريق طباعته
https://www.facebook.com/ABO.ANAS1989
أبــو أنــس
الموضوعالأصلي : أب يكتب رسالة إلى ابنه بمناسبة زفافه عبر جريدة الاهرام المصرية تخليداً لها.. المصدر : منتديات هوفو نتhofonet.com مدافع الاقصى; توقيع العضو |
|
|