شعر جمال بن حويرب المهيري
ألا إنمــا الـــدنيا ليـــــالٍ نعـــــدُّها
وآمـــــالنا فـــــيها تزيدُ عـنِ العـــدِّ
وأنعامُ ربي سابغــــاتٌ على الورى
فمن جاحدٍ قاسٍ ومنْ حامدٍ عبدِ
وليـــس لعبـــــــدٍ ههنا منْ ولايةٍ
ولكنهـــــا الأقدارُ تجري على عمْدِ
ومن جدَّ لم يدركْ ولو غذَّ مُسرعاً
إذا لم يوفقـــــهُ الإلهُ مـــــــع الجَدِّ
حظوظُ الورى شتَّى وحظُّك كاملٌ
وإنْ أنتَ لمْ تشغلْ فؤادكَ بالكدِّ
وربي عــــدْلٌ في عــطــاياهُ كلِّــــها
فرزقُ الذي يُعطي كرزقِ الذي يُكدي
فيا أيها الإنســـــانُ ما لكَ خائفٌ
كأنـَّــــكَ والأفكارَ في مــــعْشرٍ لُدِّ
أرحْ نفْسكَ الحيرى وإياكَ والهوى
وإياكَ منْ ظُلمِ الحقيقةِ والصـــــدِّ
وإياكَ منْ ظلمِ العبــــــادِ فـــــإنَّهُ
وبالٌ وإنْ أمهلتَ بلْ مهلكٌ مُردي
وليس كمثل الظلم يبعث بالأسى
ويأذنُ بالتــــدميرِ منــــهُ وبالهــــــدِّ
ألم يقرءِ التـــــــاريخَ منْ كانَ غافلاً
فيستيقظَ الإنسانُ منْ سكرةِ العندِ
وفي الأرضِ ما يغنيكَ عنْ كلِّ موقظٍ
تأملْ تجدْ واســـــألْ هديتَ إلى الرُّشدِ
ولا تحســـبنَّ الملــــــكَ غنـــماً وراحــةً
إذا أنتَ لم تشــــــملْ بلادكَ بالسعْدِ
وليسَ الذي يسعى لإســــــعادِ شعبهِ
كمثلِ الذي يطغى على النَّاسِ بالجندِ
وجنـــــــدكَ أمـــنٌ للبلادِ وأهــــــلها
إذا سُلِّطوا آذنتَ ملكــــــكَ بالضدِّ
ويا أيــــها الطـــَّاغي أأنــــتَ مخـــــــلَّدٌ
فتفرحَ بالطغيانِ أمْ ليسَ منْ خُلْدِ
فإنْ كنتَ لا تدري فهذي قبورهمْ
ملوكُ الورى صاروا إلى ظُلَمِ اللحْدِ
وهذي عروشٌ قد تهاوتْ عنِ العلا
فمنْ هالكٍ مُردى ومنْ هاربٍ فرْدِ
ولو عـــــدلوا كانوا شموسـا لأهلهمْ
ولو سمعوا قولَ النصيحِ منَ الودِّ
ولو أنهمْ قاموا بإرضاءِ شعـــــبهمْ
لفُدُّوا بأرواحٍ وســــادوا بلا حــــدِّ
الموضوعالأصلي :
انعام ربي المصدر :
منتديات هوفو نتhofonet.com