دوزيم ترسل المدام إلى الخارج ....

الـــسلام عليــكم ورحمــة الله وبركـــاتــه ،،

منذ
أن رفع المهندس باكار شعار «التلفزة تتحرك» والتلفزيون المغربي يتحرك في
الاتجاه المعاكس، ضدا على الأذواق وضدا على الكفاءات، مما جعل المشاهد
المغربي يرتبط وجدانيا بالتيليكوموند ويؤسس لعلاقة حميمية معها، لأنها
وسيلة النقل التي يركبها كلما فكر في الهروب من قنواتنا، طبعا إلى جانب
ساقيه.
ضدا
على رغبات المتلقي، تصر القناة الثانية على تقديم نسخة منقحة من برنامج
«المدام مسافرة»، وتحرص على استنفار كل إمكانياتها المادية والبشرية لإنجاح
«صباحيات دوزيم» و»استوديو دوزيم»، البرنامج الأول يبث صباحا ويخصص لمدام
الدار قبل أن تحزم حقائبها وتسافر يوما في رحلة استجمام بعيدا عن رقابة
الزوج، لكن تحت وصاية المخرج والتقنيين، وهو برنامج يهتم بالمرأة الميسورة
التي لا تكون ساعة البث في بيتها؛ والثاني يبث مساء لإشعال الأستوديو رقصا
وطربا أملا في بناء مجد فني من قناة عين السبع.
الآن،
تفكر القناة الثانية في «تهجير» نسائنا إلى الخارج، من خلال تصور جديد
يجعل المدام مسافرة «برا»، هجرة قد تجعل بعض الأزواج «يهجروه»، بعد أن لاحت
في الأفق إمكانية الحريك لدى زوجات لن يفوِّتن فرصة امتلاك تأشيرة للبحث
عن عمل في الخارج، بالرغم من الأزمة الاقتصادية التي تضرب العديد من الدول
الأوربية.
أحد
الأزواج، الذين اكتووا بالفراق في النسخة الأولى من البرنامج، أقسم بأغلظ
الإيمان بعدم السماح لزوجته بالسفر، إلا إذا كانت الوجهة هي الديار المقدسة
في عمرة ينطبق عليها المثل القائل «حجْ وْحاجة».
المشكل
لا يكمن في هجرة الزوجات بل في هجرة الميزانية إلى حسابات شركات إنتاج
تبيع إنتاجاتها حصريا للقناة الثانية، بينما يعيش صحافيو وتقنيو دوزيم حالة
من الاسترخاء على كراسي البدلاء كلاعبين خارج مفكرة المرأة القوية في
القناة، لذا فكر كثير من أقطاب المؤسسة في الالتحاق ببعض شركات الإنتاج كي
يكون التعامل مدعما من الداخل. وإذا استمر استيراد البرامج من خارج القناة،
فإن مؤشر البطالة لدى الصحافيين والتقنيين سيرتفع، وسنبحث جميعا عبر
برنامج «مختفون» عن البرامج الجادة، وقد يعترض «أخطر المجرمين» سبيل
مصداقية القناة وينكشف وجهها الآخر.
رغم
الضائقة المالية التي ارتبطت بدوزيم، فإن الوضع اليومي لا يوحي بوجود
أزمة، لأن المشاهد يستهلك يوميا منتوجا مستوردا من شركات إنتاج محصنة، وحين
يشعر بالقلق يولي وجهه قبلة الشرق، بل إن المدراء استفادوا مؤخرا من
سيارات قيل إن كلفتها اليومية لا تختلف كثيرا عن كلفة سيارة منصف بلخياط
الشهيرة، حينها أصبح حديث الأزمة مجرد خرافة.
حين
صعدت حكومة بنكيران إلى سدة الحكم، بدأ الجميع يعُدُّ ما تبقى من أيام
للمرأة الحديدية في دوزيم، لكن يبدو أنها لم تنضم إلى فئة النساء
المسافرات، وظلت متمسكة بكرسي المسؤولية، وهي تراقب الوضع السياسي بتوجس،
بينما اختار المدير العام للقناة العفو عن شعر اللحية تاركا للصحافيات حرية
ارتداء الحجاب تماشيا مع الوضع الراهن، كما أصبح السجاد جزءا من أثاث
المكتب.
لا
تهتم القناة بالجدل الدائر حول برنامج «المدام مسافرة»، وبالأصوات التي
تعالت في مواقع التواصل الاجتماعي داعية إلى وقف بث برنامج يشجع الزوجات
على السفر رفقة غرباء في رحلة استجمام مفوضات مهام البيت إلى الأزواج
والأطفال، فهي تصر على السفر الكبير نحو شركات الإنتاج ومنابع الطرب.
للمشاهدة على دوزيم «الحكامة مسافرة».

جريدة المساء

الموضوعالأصلي : دوزيم ترسل المدام إلى الخارج .... المصدر : منتديات هوفو نتhofonet.com

المصمم الدكي; توقيع العضو