المضادات الحيوية ... ماذا تعرف عنها ؟ متى تحتاجها؟؟

المضادات الحيوية ... ماذا تعرف عنها ؟ متى تحتاجها؟؟

منذ اكتشاف المضادات الحيوية فى اواسط القرن الماضى تزايد استعمالها بصورة مطردة فاقت كل التصورات و من ثم فقد ظهرت مشكلة سوء استخدام المضادات الحيوية و قلة فاعليتها مع الوقت بسبب ظهور سلالات من الميكروبات مقاومة لتلك المضادات مما ينذر بانتشار العدوى و حدوث اوبئة بميكروبات يصعب علاجها و هذه مشكلة تؤرق الاطباء و الباحثين.

عزيزي القارىء عندما تشعر بالمرض فأنت تريد أن تشفى بسرعة , لكن هل تعلم ان المضاد الحيوي ليس الحل لكل الامراض.المضاد الحيوى دواء مهم وهوعندما يستخدم بالأسلوب الامثل يمكن ان ينقذ حياة المريض و لكنه ايضا قد يضر المريض اذا استخدم بطريقة غير سليمة. من المهم ان تعرف متى تأخذ المضاد الحيوى لمعالجة العدوى ومتى تترك تلك المهمة لجهازك المناعى ليقوم بدوره.

ما هى المضادات الحيوية

المضادات الحيوية هى احدى المجموعات الدوائية التى تستخدم للقضاء على الميكروبات وهى تعمل اما بالقضاء على تلك الميكروبات مباشرة او بايقاف نموها لكى يتغلب عليها الجهاز المناعى بالجسم.

هل المضادات الحيوية تعالج كل الأمراض المعدية؟

معظم الامراض المعدية يتسبب فيها نوعين من الجراثيم: البكتيريا أوالفيروسات. المضاد الحيوى يعالج العدوى البكتيرية لكنه لا يعالج العدوى الفيروسية فمثلا الزكام و الانفلونزا وأغلب حالات احتقان البلعوم سببها عدوى فيروسية وبالتالي فإن المضاد الحيوى لن يفيد فى علاجها ولن يحمى الاخرين من التقاط العدوى.

مشكلة ظهور سلالات من الميكروبات مقاومة للمضادات الحيوية

الميكروبات كائنات حية لها القدرة على التكيف و الدفاع عن نفسها ضد المضادات بطرق مختلفة مثل افراز بعض الانزيمات التى تقلل فاعلية المضاد الحيوى خاصة اذا تم استخدام المضاد الحيوى عشوائيا او بجرعة او مدة غير كافية و بالتالى تظهر سلالات من الميكروبات لها القدرة على مقاومة العلاج ببعض او كل المضادات الحيوية المتاحة و كلما كثر استخدام المضاد الحيوى كلما زادت فرصة الإصابة بميكروبات مقاومة للمضادات الحيوية

التاثيرات الجانبية للمضادات الحيوية

بالإضافة إلى مشكلة مقاومة البكتريا للمضادات الحيوية، فإن المضادات تسبب بعض الاعراض الجانبية التالية:

اعراض على الجهاز الهضمى: آلام بسيطة بالمعدة – غثيان - قئ - اسهال.

القضاء على البكتيريا المفيدة بجانب البكتيريا الضارة مما يؤدى للاخلال بالتوازن الطبيعى بالجسم بين الميكروبات و بالتالى ظهور بعض الميكروبات و العدوى الانتهازية مثل تكاثر فطريات الكانديدا بالفم و الجهاز الهضمى.

بعض الافراد قد يكون لديهم حساسية لبعض المضادات الحيوية ( و ليس كلها ) و تظهر عليهم اعراض الحساسية عند تناول المضاد الحيوى.

هناك بعض الاعراض الجانبية على الكلى و الكبد و خلايا الدم.

كيفية التغلب على مشكلة مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية:

يتم التغلب على هذه المشكلة بالاستخدام الامثل لها ويقوم كل من الطبيب و الصيدلي و المريض بدوره في ذلك

أولا: دور الطبيب

عدم كتابة المضاد الحيوى بناء على طلب المراجع بدون او قبل اجراء الفحوص اللازمة و تشخيص الحالة بدقة

اتباع سياسة المضادات الحيوية الخاصة بالمكان الذى يعمل به حيث انها تعتمد على نوعية الميكروبات فى هذا المكان

وصف المضاد الحيوى المناسب للمدة المناسبة و بالجرعة المناسبة و لا حرج من استشارة الصيدلى و طبيب الميكروبيولوجى فى ذلك

عدم اللجوء للمضادات الحيوية واسعة المجال فى الحالات البسيطة التى تحتاج فقط لمضادات محددة المجال

تجنب وصف المضاد الحيوى لحالات العدوى الفيروسية مثل الانفلونزا و نزلات البرد العادية

ثانيا: دور الصيدلى

عدم صرف المضاد الحيوى بدون وصفة طبية

اعطاء الارشادات اللازمة للمريض بخصوص الجرعات و الوقت و التحذير من مخاطر مخالفة ذلك

ثالثا: دور المريض

عدم الالحاح فى طلب وصف مضاد حيوى من الطبيب (مثلا فى حالات نزلات البرد و الانفلونزا التى لا تستدعى ذلك ) كذلك عدم طلب مضاد حيوى معين و ترك تلك المهمة لتقدير الطبيب المعالج

سؤال الطبيب عن الغرض من صرف المضاد الحيوى و كيفية استعمالة و مواعيد تناوله بالنسبة لوجبات الطعام الاحتياطات الواجب اتخاذها عند وجود ( حمل - ارضاع - مرض مصاحب - عند استخدام ادوية اخرى)

الالتزام باكمال استعمال الدواء كما وصف الطبيب او الصيدلى ( بنفس الجرعة و الاوقات و المدة المحددة)

اكمال فترة العلاج بالمضاد الى اخرها و عدم ترك العلاج قبل المدة المحددة من الطبيب حتى مع الشعور بالتحسن لان ايقاف العلاج مبكرا يعطى الفرصة للبكتيريا التى لم يقتلها المضاد الحيوى للتكاثر من جديد و المقاومة للمضاد و ظهور الاعراض المرضية.

مراجعة الطبيب عند حدوث أى اعراض جانبية و عدم ايقاف استخدام العلاج قبل الفترة المحددة الا بمشورة الطبيب.

مفاهيم خاطئة عن المضادات الحيوية!

لا يوجد ضرر من استخدام المضاد الحيوي في أي وقت فهو إن لم ينفع لن يضر.

إن استخدامك للمضاد الحيوى عندما لا تكون فى حاجة اليه يجعل بعض البكتيريا مقاومة للمضاد الحيوى فتصبح اشد شراسة و اكثر صعوبة فى التخلص منها و تبقى فى جسدك و تتسبب في عدوى شديدة يصعب علاجها بالمضادات الحيوية المعتادة.وكلما كثر استخدامك المضاد الحيوى كلما زادت فرصة اصابتك بميكروبات مقاومة للمضادات الحيوية. بالإضافة إلى ذلك، المضادات الحيوية قد تسبب أيضا اعراض جانبية مختلفة مثل الحساسية و اضطراب المعدة و التقلصات المعوية والاسهال

استخدمت المضاد الحيوي فيما سبق كثيرا لأعراض الرشح والإنفلونزا ولم تحدث لي عدوى ببكتريا مقاومة للمضادات الحيوية !

إن مشكلة مقاومة البكتريا للمضادات الحيوية نشأت حديثا و هي في تزايد مستمر وقد آن الأوان لترشيد استخدام المضادات الحيوية حتى لا تستخدم إلا في وقت الحاجة إليها و بذلك يتم المحافظة عليها لاستخدامها في وقت الضرورة.

إذا وصف لي الطبيب المضاد الحيوي فإني أتوقف عن تناوله فور شعوري بالتحسن

يجب الالتزام باكمال استعمال الدواء كما وصف الطبيب او الصيدلى ( بنفس الجرعة و الاوقات و المدة المحددة) كما يجب اكمال فترة العلاج بالمضاد الى اخرها و عدم ترك العلاج قبل المدة المحددة من الطبيب حتى مع الشعور بالتحسن لان ايقاف العلاج مبكرا يعطى الفرصة للبكتيريا التى لم يقتلها المضاد الحيوى للتكاثر من جديد و المقاومة للمضاد و ظهور الاعراض المرضية.

حتى لو أصبت بعدوى فيروسية يجب أن أتناول المضاد الحيوي لكي أقي نفسي من العدوى البكتيرية

احيانا تتحول العدوى الفيروسية الى عدوى بكتيرية لكن استخدام المضاد الحيوى لمنع العدوى البكتيرية غير مجدى.إن استخدام المضاد الحيوي في هذه الحالة قد يؤدي إلى عدوى بكتيرية مقاومة للمضاد الحيوي.

اذا تغير لون افرازات الانف المخاطية الى اللون الاصفر او الاخضر فذلك يعنى اني بحاجة للمضاد الحيوى؟

افرازات الانف الصفراء و الخضراء لا تعنى ان لديك عدوى بكتيرية لانه من الطبيعى مع العدوى الفيروسية أن يصبح المخاط سميكا و أن يتغير لونه.

أشعر بالتعب الشديد عند إصابتي بالإنفلونزا و المضاد الحيوي يجعلني أشعر بالراحة ويسرع في شفائي

صحيح أن أعراض الإنفلونزا والزكام مثل ارتفاع الحرارة و السعال و رشح الانف والصداع قد تزعجك بعض الشيء و لكن تذكر أن استخدام المضاد الحيوى لن يشفيك و لن يجعلك تتخلص منها بشكل أسرع. افضل علاج هو الانتظار. إذا أصبت بعدوى فيروسية تناول السوائل بكثرة و خذ قسطا من الراحة و دع المرض يأخذ دورته. لاحظ أن فترة المرض الفيروسى ربما تستمر أكثر من أسبوع فاذا كنت قلقا عليك استشارة الطبيب.

إذا أصبت بالزكام أو الإنفلونزا فإن تناول المضاد الحيوي يمنع انتشار العدوى والمرض إلى أفراد عائلتي و المحيطين بي

إن استخدام المضاد الحيوي لا يمنع انتقال العدوى الفيروسية للآخرين ولكن أفضل طريق لتقليل فرص انتشار المرض هي تجنب الاحتكاك المباشر بالمريض و اتباع إتيكيت السعال بتغطية الأنف والفم وكذلك تكرار غسل اليدين.

للاستخدام الامثل للمضادات الحيوية:

افعل

عندما يصف لك الطبيب مضاد حيوى:

تناوله تماما كما اخبرك الطبيب او الصيدلى . و اكمل دورة و مدة العلاج حتى و لو شعرت بتحسن خلالها لانك لو اوقفت العلاج سريعا , ربما عادت الميكروبات للنمو و سببت لك العدوى من جديد

هذا ينطبق على اطفالك , تاكد من تناولهم المضاد الحيوى كما تم وصفه لهم حتى و ان شعروا بالتحسن

تخلص من الكميات المتبقى من المضاد الحيوى حالما اتممت دورة و مدة علاجك

استشر الطبيب و الصيدلى عن مقاومة الميكروبات للمضاد الحيوى و كيفية التغلب عليها

لا تفعل

لا تتناول المضادت الحيوى للالتهابات الفيروسية مثل البرد - الزكام – السعال

لا تلح فى طلب مضاد حيوى من طبيبك عندما يخبرك بانه لا داعى له لانه لن يفيد فى علاجك

عندما يصف لك الطبيب مضاد حيوى:

لا تفوت موعد اى جرعة

لا تخزن اى كميات متبقية من المضاد الحيوى للاستخدام عندما تمرض مرة اخرى

لا تتناول مضاد حيوى موصوف لشخص اخر بأى حال, لأنه ربما لا يكون مناسبا لحالتك المرضية, و تناول المضاد الحيوى الغير مناسب ربما يؤخر شفاءك و يتيح الفرصة للميكروبات للتكاثر.

إعداد : اللجنة الإعلامية للحملة الوطنية التوعوية للاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية-إدارة منع العدوى- وزارة الصحة
موقع الدكتور ضياء