al9armoucher نائب المدير
عدد المساهمات : 137 تاريخ التسجيل : 29/05/2011 العمر : 38 الموقع : www.pubspace.hooxs.com
| موضوع: علم المكي والمدني من سور القرآن الكريم الخميس يونيو 23, 2011 6:00 pm | |
| علم المكي والمدني من سور القرآن الكريمما الفرق بين السور المكية والسور المدنية
الحمد لله عناية المسلمين ب[b]القرآن الكريم عناية فائقة ، ولا يعرف كتاب على وجه الأرض نال من الدراسة والشرح والبيان ما ناله القرآن ، حتى أنشأ العلماء مئات العلوم المستقلة المتعلقة به ، كان من أهمها علم : " المكي والمدني ". ويمكن أن نوجز ببيان هذا العلم من علوم القرآن الكريم في المسائل الآتية : أولا : بيان معنى مصطلح : " المكي والمدني ". هواصطلاح أطلقه العلماء ليميزوا بين الآيات والسور التي نزلت في المرحلةالمكية للدعوة الإسلامية ، وبين ما نزل في المرحلة المدنية ، فاشتهر بينأكثر أهل العلم هذا التقسيم ، وجعلوا مناطه ومداره على الزمان ، وليس علىالمكان : فالمكي من الآيات والسور : ما نزل قبل الهجرة النبوية ، سواء كان في مكة أو ضواحيها. والمدني من الآيات والسور : مانزل بعد الهجرة النبوية ، سواء كان مكان نزوله المدينة ، أو مكة بعد فتحها، أو أي مكان في الجزيرة ذهب إليه النبي صلى الله عليه وسلم . ثانيا : أهمية هذا العلم وفوائده . 1- معرفة الناسخ من المنسوخ : وهذه فائدة عظيمة مفيدة في فهم القرآن وبيانه ، فالنسخ – وهو إزالة حكم الآية بحكم جديد – واقع في القرآن، ولتحديد الآية الناسخة لا بد من معرفة زمان نزولها ، هل هو قديم فيبداية الإسلام ، أو متأخر ، فتكون الآية المدنية ناسخة للمكية ، إذا ثبتوقوع النسخ في حكمها . 2- معرفة تاريخ التشريع ومراحله، وتلمس الحكمة في تدرج أحكامه وآياته ، حتى بلغت الكمال في آخر العهدالنبوي ، ولا شك أن معرفة مراحل التشريع مفيدة جدا في فهم الشريعة ومقاصد القرآن وحكمته . 3- الوصول إلى الفهم الصحيح لآيات القرآن وسوره، لأن معرفة تاريخ النزول وظرف الآيات يساعد كثيرا على فهمها واستجلاءمقاصدها ، فمن قطع النصوص عن سياقها الزماني أو المكاني فقد قطع على نفسهسبيل الحقيقة والفهم السليم . 4- ومن فوائده بيان عظيم عناية المسلمين بالقرآن الكريم، حيث لم يحفظوا نصوصه فقط ، بل حفظوا ونقلوا الزمن الذي نزلت فيه ، ليكونذلك شاهدا على الثقة المطلقة التي يمنحها المؤمنون لهذا الكتاب العظيم . 5- التذوق اللغوي لأساليب البيان العالية في القرآن الكريم، فقد تميزت سور كل مرحلة مكية أو مدنية بأساليب بيانية تناسب ما تضمنتهمن معاني ومقاصد ، وكل هذه الأساليب لها من الرونق والبريق ما يأخذالألباب ويدهش الأسماع ، ومعرفة المكي والمدني يساعد على هذا التذوقويقربه للأذهان . 6- معرفة السيرة النبوية ، فقد استغرق تنزل القرآنالكريم ثلاثة وعشرين عاما ، رافق فيها جميع الأحداث التي مر بها النبي صلىالله عليه وسلم ، فكان فهم " المكي والمدني " رافدا من روافد علم السيرةالنبوية ، ومكملا لدراساته . ثالثا : الفرق بين المكي والمدني . تبين للعلماء – بعد تأمل السور المكية والسور المدنية – أن ثمة فرقا في الغالب بينهما من جهتين اثنتين : المضمون ، والأسلوب . يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " يتميز القسم المكي عن المدني من حيث الأسلوب والموضوع : أ- أما من حيث الأسلوب فهو : 1- الغالب في المكي قوة الأسلوب ، وشدة الخطاب ؛ لأن غالب المخاطبين معرضون مستكبرون ، ولا يليق بهم إلا ذلك ، أقرأ سورتي المدثر ، والقمر . أما المدني : فالغالب في أسلوبه اللين ، وسهولة الخطاب ؛ لأن غالب المخاطبين مقبلون منقادون ، أقرا سورة المائدة . 2- الغالب في المكي قصر الآيات ، وقوة المحاجة ؛ لأن غالب المخاطبين معاندون مشاقون ، فخوطبوا بما تقتضيه حالهم ، أقرا سورة الطور . أما المدني : فالغالب فيه طول الآيات ، وذكر الأحكام مرسلة بدون محاجة ؛ لأن حالهم تقتضي ذلك ، أقرأ آية الدين في سورة البقرة . ب- وأما من حيث الموضوع فهو : 1- الغالب في المكي تقرير التوحيد والعقيدة السليمة ، خصوصا ما يتعلق بتوحيد الألوهية والإيمان بالبعث ؛ لأن غالب المخاطبين ينكرون ذلك . أما المدني: فالغالب فيه تفصيل العبادات والمعاملات ؛ لأن المخاطبين قد تقرر فينفوسهم التوحيد والعقيدة السليمة ، فهم في حاجة لتفصيل العباداتوالمعاملات. 2- الإفاضة في ذكر الجهاد وأحكامه والمنافقين وأحوالهم في القسم المدني لاقتضاء الحال ، ذلك حيث شرع الجهاد وظهر النفاق ، بخلاف القسم المكي " انتهى. "أصول التفسير" (ص/13) ويقول الدكتور مناع القطان رحمه الله : "استقرأ العلماء السور المكية والسور المدنية ، واستنبطوا ضوابط قياسية لكلمن المكي والمدني ، تبين خصائص الأسلوب والموضوعات التي يتناولها ، وخرجوامن ذلك بقواعد ومميزات : ضوابط المكي ومميزاته الموضوعية : 1- كل سورة فيها سجدة فهي مكية . 2- كل سورة فيها لفظ " كلا " فهي مكية ، ولم ترد إلا في النصف الأخير من القرآن . وذُكرت ثلاثًا وثلاثين مرة في خمس عشرة سورة . 3- كل سورة فيها : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ) ، وليس فيها : ( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواُ ) فهي مكية ، إلا سورة الحج ، ففي أواخرها : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا ) ، ومع هذا فإن كثيرًا من العلماء يرى أن هذه الآية مكية كذلك . 4- كل سورة فيها قصص الأنبياء والأمم الغابرة فهي مكية ، سوى البقرة . 5- كل سورة فيها آدم وإبليس فهي مكية ، سوى البقرة كذلك . ضوابط المدني ومميزاته الموضوعية : 1- كل سورة فيها فريضة أو حد فهي مدنية . 2- كل سورة فيها ذكر المنافقين فهي مدنية ، سوى العنكبوت ، فإنها مكية . 3- كل سورة فيها مجادلة أهل الكتاب فهي مدنية . هذا من ناحية الضوابط ، أما من ناحية المميزات الموضوعية ، وخصائص الأسلوب ، فيمكن إجمالها فيما يأتي : 1-بيان العبادات ، والمعاملات ، والحدود ، ونظام الأسرة ، والمواريث ،وفضيلة الجهاد ، والصلات الاجتماعية ، والعلاقات الدولية في السلم والحرب، وقواعد الحكم ، ومسائل التشريع . 2- مخاطبة أهل الكتاب من اليهودوالنصارى ، ودعوتهم إلى الإسلام ، وبيان تحريفهم لكتب الله ، وتجنيهم علىالحق ، واختلافهم من بعد ما جاءهم العلم بغيًا بينهم . 3- الكشف عن سلوك المنافقين ، وتحليل نفسيتهم ، وإزاحة الستار عن خباياهم ، وبيان خطرهم على الدين . 4- طول المقاطع والآيات في أسلوب يقرر الشريعة ويوضح أهدافها ومراميها " انتهى. "مباحث في علوم القرآن" (62-64) وأخيرا : منأراد التفصيل في هذا العلم ، والاطلاع على كلام العلماء وتعدادهم للسورالمكية والمدنية، واختلافهم في بعضها ، وكذلك الجواب على الشبه الساقطةالتي أوردها المستشرقون حول هذا الموضوع ، فنحيله إلى المراجع الآتية : "البرهان في علوم القرآن" للزركشي (1/187-206) ، "الإتقان في علوم القرآن" (1/34-59) ، "مناهل العرفان في علوم القرآن" لمحمد عبد العظيم الزرقاني (1/135-167) والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب
الموضوعالأصلي : علم المكي والمدني من سور القرآن الكريم المصدر : منتديات هوفو نتhofonet.com al9armoucher; توقيع العضو |
|
|