السلام عليكم .
لقد تبين للعقلاء يقينا أن المقصود بالمسيح الدجال هي فتنة التنصير .{وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا} (4) سورة الكهف.
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً} (171) سورة النساء.
الذين قالوا اتخذ الله ولدا =المسيحيين.
الذين قالوا عيسى ابن الله = الدجالين الكذبة .
و من العبث تصديق تفاسير الشيوخ الذين ينتظرون رجلا كفارا أعور العين , لا يستطيع إصلاح عور عينه لكنه يقول للشيئ كن فيكون .
لأن فهمهم محض خرافة .بالإضافة إلى كونه هدم للتوحيد.
فها هم ينتظرون ندا لله يحي الاموات و ينبت نبات الأرض و يحبس الشمس و ينزل الغيث.
فصار واضحا أن فتنة المسيح الدجال هي فتنة القساوسة الرهبان الكذبة الذين نصروا بعض أبناء الإسلام بكذبهم و بدجلهم و باستغلال عقيدة بعض المسلمين الضالة في حياة عيسى في السماء.
و لا بد أن يسأل المسلم نفسه : ما دام المسيح الدجال قد ظهر فهل نزل عيسى ؟.
الجواب بالتأكيد نعم نزل .
ضف إلى هذا أيها المسلم الواعي لعلك تتخلص من شركيات الفكر التقليدي المريض مرض الموت .
باستثناء المعتزلة و القرآنيين , الذين لا ينتظرون لا مسيحا و لا مهديا , لا يزال عموم المسلمين اليوم في انتظار نزول المسيح بن مريم بلحمه و دمه من السماء .و لا يزالون أيضا ينتظرون ظهور المهدي المنتظرو سواء بالإفراج عنه من السرداب عند الشيعة أو بمولده و ظهوره عند السنة و غيرهم .
لكن هل بحث هؤلاء موعد ظهور المهدي و نزول المسيح؟.
كل المسلمين إلا القليل يعرفون الحديث النبوي الشريف ( يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد للمسلمين أمر دينهم)) أو كما قال الصادق الأمين خاتم النبيين عليه الصلاة و السلام .
لكن هناك حديث لا يعرفه الكثير , يقول فيه رسول الله الصادق الأمين ( كيف تهلك أمة , أنا أولها و المسيح آخرها , و اثنا عشر نقينا من بعدي)) ؟.أو كما قال رسول الله .
و في رواية (( و اثنا عشر إماما )) .
ما أفهمه , أن كل مجدد هو إمام , و كل إمام يأتي على رأس مائة سنة . و عندما تنقضي القرون ال 12 , يأتي عيسى بن مريم حتما .في القرن الثالث عشر.
لكننا اليوم , في القرن الخامس عشر الهجري.....فهل انقضى زمن نزول المسيح من السماء؟.
و هل انقضى زمن نزول المسيح من السماء , دون أن ينزل ؟؟؟؟؟.
أم أن عيسى بن مريم نزل و لم تعرفه الأمة؟.
الحق أن حديث نزول عيسى آخر الزمان حديث صحيح متواتر , لا يشك فيه عاقل .و المتدبر لكلام الله تعالى يدرك أيضا أن القرآن الكريم بشر بنزول المسيح آخر الزمان لكن بشكل يتطلب البحث و البحث بجد. يقول الله تعالى : {أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إَمَامًا وَرَحْمَةً أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ} (17) سورة هود.
لا شك أن الذي كان على بينة من ربه هو رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم.لأن من قبله كتاب موسى إماما و رحمة .و لأن الله تعالى أمره أن يقول : {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (108) سورة يوسف.
على بصيرة أي على بينة .
لكن من هو الشاهد المنسوب إلى رسول الله هنا؟.
هذا الشاهد هو الذي يأتي في زمن تتوجه فيه أصابع الإتهام للإسلام الحنيف , و إلى نبيه الرحمة المهداة . و يتهم الإسلام بشتى الإتهامات الرهيبة.و يتهم رسول الله بتهم شتى لا أساس لها من الصحة .
عندها بعث الله تعالى هذا الشاهد الذي سماه رسول الله مرات بعيسى بن مريم , و مرات بالمهدي .و قال في حديث شريف ( لا يزداد الأمر إلا شدة , و لا الدنيا إلا إدبارا , و لا الناس إلا شحا, و لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق, و لا المهدي إلا عيسى )).
و لما كان القرآن الكريم قد حكم قطعا بموت عيسى بن مريم عليه السلام, و حكم أيضا أن الأموات لا يبعثون مرة أخرى في الدنيا , بل يبعثون يوم القيامة, {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ} (16) سورة المؤمنون.ثبت أن المقصود بعيسى آخر الزمان, إنما هو رجل من أتباع المصطفى عليه السلام, لأن الله تعالى نسب الشاهد إلى رسول الله (( و يتلوه شاهد منه)).
و ليس من خارج أمته .
و لأن الوعد بالتمكين في سورة النور , هو وعد لأمة محمد -صلى الله عليه و آله و سلم, : {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (55) سورة النــور.
منكم.
و لأن رسول الله أخبرنا في تفاصيل آخر الزمان, قائلا ( و إمامكم منكم...)).
ثبت أن هذا المجدد الذي يأتي على رأس المائة الثالثة عشر إنما هو واحد من أتباع المصطفى الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا .......
في الأخير , لا بد أن القارئ يتساءل: لكن هل نزل عيسى بن مريم آخر الزمان؟.
الجواب نعم .نزل لكن الأمة تبعت من سبقها من الأمم .
فكما كفر اليهود مسيحهم, كذلك فعل علماء الأمة مع مسيح أمة المصطفى .كفروه و هموا بقتله , و لم يتواضعوا لله ليبحثوا ادلة صدقه و هي كثيرة جداجدا .
لقد ضيع اليهود قطار المسيح منذ أكثر من ألفي سنة .
و ضياع الحق الذي جاء به رسول الله الصادق الأمين , و لم يؤمنوا به .
و صح في الأمة حديث رسول الله ( لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرار بشبر...)) , فضيع علماء الأمة الحق الذي جاء به عيسى آخر الزمان خادم رسول الله الصادق الأمين , تلميذه المخلص , إنه مرزا غلام أحمد القادياني , مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية المباركة.الذي عاد بنا إلى التوحيد الخالص لله كما جاء به رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم .
فهل سيتواضع علماء الأمة ليبحثوا عن حقيقة هذا المجدد العظيم خادم رسول الله ؟.
أم أنهم سيبقون ينتظرون كما انتظر اليهود و المسيحيون , و زمن المصلح الموعود انتهى , و الخسران لمن بقي ينتظر ......
اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه .آمين
الموضوعالأصلي :
زمن نزول المسيح انقضى ... المصدر :
منتديات هوفو نتhofonet.com